سوريا

عشر سنوات على فراق مريغل – بقلم رستم تركي الأحمد

عشر سنوات ضاعت من حياتنا في الغربة في بلد كنا نظنها أنها الدولة المثالية للحياة والعيش فيها، لكن تبين لنا أن مهما ابتعدنا عن وطننا وعن قريتنا، يبقى الوطن هو ملاذنا الآمن والبلد الوحيد الذي يمكننا فيه أن نعيش حريتنا ونفعل ما نريد دون أن يسألنا أحد من نحن وماذا نفعل ومن أين أتينا. باختصار، إنها بلدنا ونحن أصحاب الأرض.

انشودة حزين عن الغربة { قرية مريغل SYRIA }
انشودة مؤلمة عن الغربة

أكتب هذه الكلمات عن قريتي الجميلة، (قرية مريغل). تقع هذه القرية شمال احتمالات صوران أعزاز في ريف حلب الشمالي. لم ندرك قيمة هذه القرية إلا بعد فراقها. كنا نعيش فيها بسطاء وصغار، وكانت أحلامنا بسيطة جدًا. لم نحلم أبدًا بالهجرة إلى بلد آخر، ولم نفكر في السفر إلى الخارج نهائيًا.

لكن سبحان من يقدر الأحوال. تغير حالنا إلى حال، لنصبح في الغربة وفي بلد جديد وموطن جديد. رغم جمال البلد الجديد وجغرافيته وطبيعته، ورغم توفر كل سبل الحياة فيه، إلا أن الكرامة كانت مفقودة. نعيش فيه دون كرامة، ولربما البعض يعارض، لكن هذه هي الحقيقة.

قرية مريغل ليست مجرد مكان على الخريطة بالنسبة لنا. إنها رمز لأبسط الأوقات وأجمل الذكريات. هناك، كنا نعيش حياة هادئة ومليئة بالحب والتعاون. الأطفال كانوا يلعبون في الأزقة والحقول، والناس كانوا يتبادلون الزيارات والضحكات. كل زاوية في القرية تحمل ذكرى خاصة، وكل طريق يقود إلى قصة من الماضي.

اليوم، ونحن بعيدون عن مريغل، نشعر بألم الفراق وحنين العودة. نتمنى لو كان بإمكاننا العودة إلى تلك الأيام البسيطة، حيث كنا نعيش بحرية وسعادة. لكن على الرغم من كل شيء، تبقى قريتنا في قلوبنا، وستظل دائمًا جزءًا من هويتنا ومن حياتنا.

قد تكون الغربة علمتنا الكثير، لكنها أيضًا ذكرتنا بقيمة الوطن وقيمة الكرامة. لا شيء يمكن أن يعوض عن الشعور بالانتماء والأمان في وطنك. نتمنى أن نعود يومًا ما إلى مريغل، إلى تلك الحياة التي نفتقدها بشدة، وأن نعيش فيها مجددًا بسلام وكرامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *