تركيا

رمز “QR” يربط الزوار بذكريات المتوفين ابتكار تقني يجلب حياة جديدة للقبور

في خطوة مبتكرة تعكس تطور التكنولوجيا وتأثيرها العميق في حياتنا اليومية، أطلقت شركات متخصصة في رعاية المقابر في تركيا ميزة جديدة تستخدم رمز “QR” لربط الأحياء بذكريات أحبائهم المتوفين. هذه التقنية الفريدة من نوعها أحدثت تحولًا جذريًا في كيفية التعامل مع الفقد والذكريات، مما يوفر للأسر وسيلة جديدة ومؤثرة للحفاظ على روابطهم العاطفية مع أحبائهم الذين رحلوا.

وتقوم هذه التقنية على وضع رمز “QR” على شواهد القبور، حيث يمكن للزوار ببساطة مسح الرمز باستخدام هواتفهم الذكية. بمجرد مسح الرمز، يظهر محتوى تفاعلي يشمل صورًا ومقاطع فيديو توثق حياة الشخص المتوفى، مما يسمح للزوار باستكشاف حياة المتوفى والتعرف على تفاصيل لم يكن يعرفونها سابقًا.

وقد أشار “ميرت كاياجان”، وهو عامل في إحدى الشركات الرائدة في تقديم هذه الخدمة، إلى أن هذا الابتكار حظي بإقبال واسع من قبل الأسر التي تسعى للحفاظ على ذكريات أحبائها. وأضاف أن الشركة تقوم بتحميل الصور والفيديوهات القديمة للشخص المتوفى على رمز “QR” بطريقة آمنة ومهنية، مما يضمن الحفاظ على خصوصية المحتوى وجودته.

الميزة لا تتوقف عند الصور والفيديوهات فقط، بل تمتد لتشمل معلومات إضافية عن حياة المتوفى، مثل إنجازاته، هواياته، ومقتطفات من كتاباته. كما يمكن للأسر أيضًا إضافة رسائل صوتية أو تسجيلات فيديو خاصة بهم، مما يعزز من عمق التجربة ويجعلها أكثر شخصية وعاطفية.

وتفتح هذه التقنية آفاقًا جديدة في مجال رعاية المقابر، حيث يمكن استخدامها لإنشاء سيرة ذاتية رقمية مفصلة للمتوفى، أو حتى تحويل القبر إلى متحف افتراضي يحتفظ بذكرياته. وعلى الرغم من أن البعض قد يعتبر هذه الفكرة غير تقليدية أو غريبة، إلا أنها تقدم حلاً مبتكرًا لتجاوز حزن الفراق والاحتفاظ بذكريات الأحباء بطرق لم تكن ممكنة من قبل.

إن هذه الخطوة تعكس تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في جوانب حياتنا المختلفة، حتى في أكثر اللحظات حزنًا وحساسية. ومع تطور هذه التقنيات، يمكننا أن نتوقع المزيد من الابتكارات التي تسهم في تغيير الطريقة التي نتعامل بها مع ذكريات أحبائنا الذين فقدناهم، مما يعيد الحياة إلى قبورهم بطريقة جديدة ومؤثرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *