أخبارنا

قصف إسرائيلي مكثف على “قطاع غزة” والإحتلال تطالب بإخلاء خان يونس

شنت القوات الإسرائيلية، منذ فجر اليوم الأحد، سلسلة من الغارات الجوية المكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، مركزة على مدينة خان يونس التي تعاني من تواجد كثيف للنازحين جنوب القطاع. ووفقاً لمصادر محلية نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، استهدفت طائرات الاحتلال برجين سكنيين في مدينة حمد شمال خان يونس، مما أسفر عن إصابة خمسة مدنيين، في وقت تزامن مع قصف بلدات القرارة، والزنة، وبني سهيلا.

في رفح، قام جيش الاحتلال بنسف عدة مبانٍ سكنية غرب المدينة، بينما تعرضت المناطق الغربية والشمالية لقصف مدفعي مكثف. وشهدت مدينة غزة أيضاً تصعيداً عسكرياً، حيث أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها على منازل المواطنين في حي الزيتون وتل الهوى، مع سماع دوي انفجارات عنيفة وإطلاق نار كثيف في منطقة مفرق الشهداء جنوباً.

في الوقت ذاته، استهدفت زوارق الاحتلال الحربية منطقة ميناء الصيادين وأطراف مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة بعدة قذائف، فيما قصفت مدفعيته مناطق شرق مخيم البريج وشمال مخيم النصيرات وسط القطاع.

وعلى صعيد آخر، وسعت القوات الإسرائيلية نطاق أوامر الإخلاء القسري في مناطق خان يونس، مطالبة النازحين بإخلاء مدينة حمد فوراً، وتوسيع نطاق الإخلاء ليشمل أحياء جديدة في وسط المدينة. وهذه المرة الثالثة خلال أسبوع واحد التي تطالب فيها إسرائيل بإخلاء أجزاء كبيرة من خان يونس، حيث أعلنت الجمعة الماضية عن بدء عملية عسكرية في المدينة.

ويُذكر أن عدد النازحين في خان يونس قد وصل إلى نحو 70 ألف فلسطيني، في ظل تزايد العمليات العسكرية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. هذه الهجمات المتواصلة أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى ودمار واسع في المناطق التي كانت تعتبر “آمنة”.

وفي تطور سابق يوم السبت، نفذت القوات الإسرائيلية قصفاً جوياً على مدرسة التابعين في حي الدرج بمدينة غزة، التي كانت تؤوي نازحين فارين من العمليات العسكرية. وقد أسفر الهجوم عن استشهاد ما لا يقل عن 100 شخص وإصابة عشرات آخرين، معظمهم كانوا يؤدون صلاة الفجر في المدرسة. ويُعد هذا الاستهداف هو السابع لمدارس تؤوي نازحين في مدينة غزة خلال أسبوع واحد، مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.

وفي سياق متصل، يواجه القطاع الصحي في غزة أزمة حادة نتيجة القصف المستمر ونقص الموارد الطبية، حيث أصبحت المستشفيات غير قادرة على استقبال المزيد من الجرحى بسبب الاكتظاظ ونقص الإمدادات. وقد ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية تقديم مساعدات عاجلة لإنقاذ الأرواح في ظل الظروف الإنسانية المتفاقمة.

كما تزداد المخاوف بشأن مصير الآلاف من النازحين الذين يواجهون صعوبات كبيرة في العثور على مأوى آمن بعد تدمير منازلهم أو تهجيرهم قسرياً من مناطقهم. ووسط استمرار القصف الإسرائيلي، تتفاقم الأزمة الإنسانية، حيث تعاني الأسر النازحة من نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة، بالإضافة إلى عدم توفر الرعاية الصحية الأساسية.

وقد أثار التصعيد الإسرائيلي المتواصل ردود فعل دولية واسعة، حيث أعربت العديد من الدول والمنظمات الحقوقية عن قلقها العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة. ودعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين. ومع ذلك، تظل الجهود الدولية عاجزة عن وقف العنف المستمر، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية.

في غضون ذلك، تستمر الاحتجاجات في العديد من الدول العربية والإسلامية تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث خرج الآلاف في مظاهرات حاشدة للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف فوري للهجمات. وتزايدت الدعوات إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد إسرائيل لوقف الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان.

من ناحية أخرى، لا يزال الوضع على الأرض في قطاع غزة ينذر بمزيد من التصعيد، حيث لم تظهر أي مؤشرات على تهدئة القصف أو تخفيف حدة التوترات. ويعاني السكان المحاصرون من تداعيات نفسية واجتماعية كبيرة، خاصة مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود والمواد الأساسية.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يظل أفق الحل السياسي للأزمة بعيد المنال، في ظل استمرار الأعمال العسكرية والمواجهات المتواصلة بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية المسلحة. ومع دخول النزاع أسبوعه الخامس، يتزايد عدد الضحايا والمشردين، وسط تعثر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء العنف وتحقيق تهدئة دائمة.

ويبقى الوضع في غزة مأساوياً مع استمرار القصف والتدمير، مما يضاعف من معاناة المدنيين الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين النار والدمار، وسط غياب أفق واضح لإنهاء الأزمة وعودة الاستقرار إلى القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *