تركيا

ناشط تركي يطالب الحكومة التركية بإلغاء إذن السفر للسوريين

في ظل التوترات المستمرة في منطقة إدلب السورية والتحديات التي يواجهها النازحون والمقيمون في تلك المنطقة، تزايدت الأصوات في تركيا المطالبة بإلغاء إذن السفر المفروض على السوريين وفتح الحدود التركية أمام المساعدات الإنسانية. وتأتي هذه المطالبات في إطار التخفيف من معاناة آلاف المدنيين الذين يعانون من القصف المستمر وعدم القدرة على الحصول على الاحتياجات الأساسية.

دعوات تركية مؤثرة لفتح الحدود مع إدلب

الناشط التركي فرحات براق، المعروف بمواقفه المؤيدة للثورة السورية والداعم للمدنيين، قام بنشر تغريدة مؤثرة عبر حسابه في منصة X (تويتر سابقًا)، حيث عبر فيها عن قلقه العميق من الصمت الدولي تجاه معاناة أطفال إدلب. كتب براق في تغريدته، والتي حظيت بتفاعل واسع: “هذا الصمت يخيفني، أنا طفل من إدلب، قدماي حافيتان، وقلبي مغطى. أمسكوا بقلبي وشاركوا آلامي. نخشى من سقوط القنابل، ولن تستطيعوا سماعي بعدها. انهضوا، الفرصة سانحة، فربما يبدأ وابل القنابل.”

هذه الكلمات لاقت تفاعلًا كبيرًا من قبل رواد المنصة، حيث دعا الكثيرون إلى ضرورة التحرك سريعًا لدعم الأطفال والمدنيين في إدلب، والضغط على الحكومة التركية لفتح الحدود والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.

مطالبات بإلغاء إذن السفر للسوريين

تعد قضية إذن السفر المفروض على السوريين من أكثر القضايا الشائكة التي يواجهها اللاجئون السوريون في تركيا. إذ يتطلب السفر بين المدن التركية الحصول على تصريح رسمي، وهو ما يعتبره الكثيرون تقييدًا لحريتهم في الحركة. هذا الوضع تسبب في مشكلات عدة، أبرزها عدم القدرة على التنقل لحضور مناسبات ضرورية مثل الجنازات أو الزيارات العائلية.

في تغريدة ثانية، وضع براق تاغ لوزارة الداخلية التركية وإدارة الهجرة، محذرًا من تداعيات هذا الإجراء على حياة السوريين في تركيا. وكتب: “تطبيق إذن السفر للسوريين يؤدي إلى أوضاع صعبة. حتى أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى جنازات أحبائهم! للأسف، الحصول على الإذن ليس سهلاً على الإطلاق! إذا كان هذا هو الحال مع شخص تركي زوجته سورية، فتخيلوا مدى معاناة الآخرين!”

قصة مواطن تركي وزوجته السورية

أرفق براق في تغريدته تغريدة لمواطن تركي يُدعى إبراهيم، والذي عانى بشكل شخصي من مشاكل استخراج إذن سفر لزوجته السورية. يقول إبراهيم في تغريدته: “أنا مواطن في جمهورية تركيا. زوجتي سورية وتحمل بطاقة الحماية المؤقتة. نحن متزوجان رسميًا منذ 6 سنوات ولدينا طفلان. أطفالنا يحملون الجنسية التركية. تقدمت زوجتي بطلب للحصول على الجنسية في إدارة الهجرة منذ أكثر من عامين، ولكن لم نحصل على أي نتيجة حتى الآن. بسبب عدم تمكننا من الحصول على الجنسية، يتعين علينا الحصول على تصريح سفر من إدارة الهجرة في كل مرة نرغب فيها في السفر بين المدن. في كثير من الأحيان يتم رفض طلبنا أو نواجه مشاكل عندما تكون المؤسسة مغلقة في عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية. بصفتي مواطن تركي، يتم تقييد حقي وحق أطفالي في السفر. أطلب حل معاناتنا.”

هذه القصة أثارت موجة من التعاطف والغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث دعا العديد من المستخدمين إلى مراجعة هذه السياسات وإيجاد حلول أكثر إنسانية تتناسب مع طبيعة الحياة اليومية للسوريين المقيمين في تركيا.

تفاعل شعبي وتضامن واسع

تغريدات فرحات براق، التي نالت إعجابًا واسعًا على منصات التواصل، دفعت العديد من المتابعين إلى الانضمام إلى حملة المطالبة بإلغاء إذن السفر للسوريين. كما دعت التغريدات إلى فتح الحدود التركية مع إدلب أمام المساعدات الإنسانية الضرورية، مؤكدة على ضرورة التحرك العاجل لحماية المدنيين وضمان وصول الإغاثة إليهم.

في النهاية، يظل الوضع في إدلب مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي، ومع تزايد الدعوات الداخلية في تركيا للتخفيف من معاناة السوريين، يبقى السؤال حول كيفية استجابة الحكومة التركية لهذه المطالبات ومدى تأثيرها على سياساتها المستقبلية تجاه اللاجئين السوريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *