تركيا

تركيا تعلن انتصارها الرقمي: ميتا تخضع لشروط أنقرة بشأن منصاتها الاجتماعية

أنقرة – في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الحكومة التركية اليوم عن تحقيقها اختراقًا كبيرًا في مفاوضاتها مع شركة ميتا، الشركة المالكة لفيسبوك وإنستغرام.

وبعد شهور من التوترات المتزايدة بين أنقرة وعملاق التكنولوجيا العالمي حول سياسات إدارة المحتوى، رضخت ميتا لمجموعة من الشروط التي وضعتها الحكومة التركية، والتي تهدف إلى تعزيز سيادة الدولة على الفضاء الرقمي وضمان حماية حقوق المستخدمين الأتراك.

إعلان فتح الحظر عن إنستغرام

استجابة ميتا: قبول الشروط التركية

في بيان رسمي صدر عن وزارة المواصلات والبنية التحتية التركية، أكد الوزير عبد القادر أورال أوغلو أن شركة ميتا وافقت على الامتثال لطلبات تركيا، وأبرزها منع إغلاق الحسابات دون إشعار مسبق. “من الآن فصاعدًا، لن تتمكن ميتا من إغلاق حسابات المستخدمين في تركيا بشكل مفاجئ ودون إنذار مسبق”، أعلن الوزير، مؤكدًا أن هذا الإجراء يأتي في إطار حماية حقوق المستخدمين وفرض معايير أعلى من الشفافية والعدالة في إدارة المحتوى.

التصدي للمحتوى المثير للجدل: حذف المواد المحظورة

كما أعلنت الحكومة التركية أن ميتا التزمت بحذف المنشورات التي تروج للتنظيمات الإرهابية مثل تنظيم فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني (PKK). وأوضح أورال أوغلو: “لقد نجحنا في دفع ميتا إلى تحمل مسؤوليتها في إزالة المحتوى الذي يهدد أمننا القومي واستقرار بلادنا”، مشددًا على أن هذه الخطوة تأتي ضمن الجهود المستمرة لمحاربة الأنشطة الضارة على منصات التواصل الاجتماعي.

إنستغرام وتأكيد الالتزام: إعادة فتح الحسابات المغلقة

من جانبها، تعهدت منصة إنستغرام بإعادة فتح الحسابات التي أغلقتها دون سابق إنذار، وذلك بعد إجراء مراجعة دقيقة لكل حالة. يأتي هذا التعهد كجزء من الالتزامات الجديدة التي قطعتها ميتا على نفسها في سياق تحسين علاقتها مع الحكومة التركية وتفادي التوترات المستقبلية.

رفع الحظر عن إنستغرام: العودة التدريجية للخدمة

وفي خطوة تؤكد على نجاح هذه المفاوضات، أعلنت الحكومة التركية عن رفع الحظر الذي كان قد فُرض على منصة إنستغرام في وقت سابق. وأكدت السلطات أن الخدمة ستعود تدريجيًا بدءًا من الساعة التاسعة والنصف من مساء اليوم، مما يتيح للمستخدمين في تركيا استئناف نشاطهم على المنصة.

هذا الاتفاق يعد انتصارًا كبيرًا لأنقرة في معركتها الرقمية ضد عمالقة التكنولوجيا، ويعزز من مكانتها كقوة إقليمية قادرة على فرض إرادتها في الفضاء الإلكتروني الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *