أخبارنا

تقرير: عن عملية “إغتيال حسن نصر الله” في غارات إسرائيلية

إسرائيل تعلن مقتل حسن نصر الله تفاصيل العملية وتداعياتها

في صباح السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي عن نجاح عملية اغتيال أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في تطور اعتبر الأكثر تأثيراً في الصراع الطويل بين إسرائيل وحزب الله. حتى الآن، لم يصدر عن الحزب أي تصريح رسمي حول مصير أمينه العام، مما زاد من حدة الغموض حول حقيقة ما جرى في بيروت.

الخلفية والتصعيد السابق

بدأ التصعيد العسكري في المنطقة مساء الجمعة، عندما استهدفت صواريخ إسرائيلية الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، التي تعد المعقل الرئيسي لحزب الله. الهجوم الذي وصفته إسرائيل بأنه استهداف “لمقر قيادة الحزب” جاء في سياق عمليات سابقة شنتها إسرائيل ضد مواقع حزب الله في لبنان، لكنها اعتبرت هذه المرة الهجوم الأعنف منذ التصعيد الأخير في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

حجم الانفجارات التي هزت بيروت

ذكرت مراسلة بي بي سي من بيروت أن الانفجارات التي هزت العاصمة كانت ضخمة لدرجة أن الدخان الناتج عنها غطى جزءاً كبيراً من المدينة، مما أثار حالة من الذعر بين السكان. وشهدت الضاحية الجنوبية ازدحاماً مرورياً كبيراً حيث حاول السكان الهروب من مناطق الخطر. ووصفت المراسلة الانفجارات بأنها “الأكبر من حيث الحجم” خلال السنوات الأخيرة، مما أثار تكهنات بوجود عدد كبير من الإصابات.

أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة إكس

تفاصيل العملية

أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقاً)، أن الهجوم أدى إلى مقتل حسن نصر الله، بالإضافة إلى استهداف قادة آخرين في الحزب، من بينهم قائد الوحدة الصاروخية في جنوب لبنان، محمد علي إسماعيل، ونائبه حسين أحمد إسماعيل. وأضاف أدرعي أن العملية كانت موجهة لتقويض القدرات العسكرية للحزب، مشيراً إلى أن الضربة كانت دقيقة ونفذت باستخدام تكنولوجيا متطورة.

الصمت من جانب حزب الله بعد إغتيال حسن نصر الله

رغم إعلان إسرائيل مقتل نصر الله، يظل حزب الله حتى الآن صامتاً، دون إصدار أي بيان يؤكد أو ينفي الخبر. هذا الصمت أثار العديد من التساؤلات حول حقيقة ما حدث خلال الهجوم. هل نجا نصر الله من الهجوم؟ أم أن الحزب يختار التريث في الإعلان الرسمي لتجنب التصعيد المباشر؟ تحليلات عديدة أشارت إلى أن حزب الله قد يتبع استراتيجية قديمة تعتمد على الغموض في الأوقات الحرجة، حيث يختار تأجيل الإعلان عن أي تطور حتى يتمكن من الاستعداد للرد المناسب.

أهمية الضاحية الجنوبية في لبنان

الضاحية الجنوبية، المعروفة بولائها الشديد لحزب الله، تشكل قاعدة رئيسية لعمليات الحزب وأنشطته. هذه المنطقة تعتبر معقل الحزب العسكري والسياسي، ويعتقد أن حسن نصر الله يقيم ويشرف على أنشطة الحزب من مواقع تحت الأرض داخل هذه المنطقة. ولذلك، كان استهداف الضاحية يشير إلى محاولة إسرائيلية لتوجيه ضربة قاسية للبنية التحتية للحزب وقياداته.

تأثيرات العملية على الأوضاع في لبنان والمنطقة

مقتل نصر الله – إن تأكدت صحته – سيكون له تداعيات كبيرة على المشهد السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة. نصر الله يعتبر من أبرز الشخصيات الشيعية في الشرق الأوسط، وله تأثير واسع على حزب الله وسياسته العسكرية. غيابه المفاجئ قد يؤدي إلى فراغ قيادي داخل الحزب، وربما يفتح الباب أمام صراعات داخلية حول من سيخلفه.

على الجانب الآخر، قد يؤدي ذلك إلى تصعيد جديد بين إسرائيل وحزب الله، حيث تعهد الحزب سابقاً بالرد على أي استهداف لقياداته الرئيسية. احتمالية نشوب حرب جديدة في جنوب لبنان قد ترتفع، مما يضع لبنان في موقف حرج على المستويين السياسي والاقتصادي.

ردود الفعل الدولية بعد الإغتيال

حتى الآن، لم يصدر عن الحكومات الدولية أي ردود فعل رسمية حول العملية. ومع ذلك، فإن الوضع في المنطقة لا يزال محفوفاً بالمخاطر، مع توقع أن تبدأ الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا بإصدار بيانات تدعو للتهدئة. روسيا وإيران، اللتان تعدان من الداعمين الرئيسيين لحزب الله، قد تلعبان دوراً هاماً في تحديد كيفية تطور الوضع في الأيام المقبلة.

السيناريوهات المحتملة

إذا تأكدت وفاة نصر الله، فإن حزب الله قد يسعى لرد سريع، إما من خلال عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية أو تصعيد التوتر في الجبهة الجنوبية للبنان. كما قد نشهد تصاعداً في الهجمات المتبادلة بين الجانبين، وهو ما قد يؤدي إلى دخول المنطقة في مرحلة جديدة من الصراع. بالمقابل، قد يختار الحزب الانتظار لحين تحديد قيادة جديدة وتقييم الوضع.