مقال

مفاتيح العالم بأيدي العرب وهم في غفلة.. فيديو وثائقي

مفاتيح العالم بأيدي العرب وهم..

 مع تزايد الدور العربي في المشهد العالمي، تتجلى قوتهم في السيطرة على مفاتيح العالم، وهي الأبواب الحيوية التي تفتح لهم آفاقًا واسعة في مختلف المجالات. في هذا المقال المميز الذي نقدمه عبر “موقع أر ام 1 نيوز“، سنستعرض أبرز هذه المفاتيح العالمية التي يمتلكها العرب، والتي يمكنهم إيقافها في أي لحظة تحت تصرفهم.

يأخذنا هذا التحليل في رحلة استكشافية تعرض قوة وتأثير العرب في الساحة الدولية، وكيف يعكس ذلك تطورهم المستمر واستعدادهم لمواجهة التحديات العالمية بكل ثقة وإقدام.

مفاتيح العالم بأيدي العرب

مثلث الرعب والأخطار والطاقة عنق العالم، شريان الكرة الأرضية، صمام الأمان وشرارة الحرب وبوابة العبور بين القارات، خمس بوابات تسيطر على العالم. اجمع مفاتيحها في يد العرب، وهم قادرون على التحكم بها كيفما شاؤوا. خمس بوابات تمر منها اقتصاد العالم كله ونفطه وغذاؤه وسلاحه. هذه البوابات تفتقر لها إسرائيل وتتمنى أمريكا أن تكون ضمن أراضيها، وحتى روسيا والصين تطمح لامتلاك مثيلاتها من المفاتيح. إذا أحكم العرب قبضتهم عليها، فسيجبرون دول العالم على الركوع أمامهم.”

وإذا أردنا الحديث عن مفاتيح سيطرة على الاقتصاد في العالم، فلا بد من.

مفاتيح العالم

نذكر النفط والسلاح والغاز وربما الطاقة وشركات التكنولوجيا وغيرها، ولا يمكن الحديث عن كل ذلك دون الحديث عن التجارة الدولية، فالنفط والغاز وغيرهما إذا تُركت في أراضيها ستصبح وقفا لا فائدة تُرجى، إذاً خيوط متشابكة تتفرع بالعالم. تجمع وتقف عقدها الأكبر عند خمس بوابات في العالم توزع على أراضي الوطن العربي.

ووحدهم العرب يمسكون بمفاتيح هذه الأبواب أو البوابات، فما هي هذه البوابات ومن يمسك بمفاتيحها وكيف يستطيع العرب شل الاقتصاد العالمي كله بلمح؟

YouTube video player

البصر عبر هذا الخط بأبوابه الخمسة حول الوطن العربي يتم التحكم بالعالم واقتصاده، فإغلاق باب واحد منها ليوم واحد فقط قد يتسبب باضطراب كبير في الاقتصاد العالمي. والشحن البحري بمضيق المندب ومضيق جبل طارق وقناة السويس وهرمز، وأخيرًا مثلث الخطر، هي أهم الممرات في العالم والمسؤولة عن التجارة الدولية برمتها تقريبًا.

تعبر ناقلات النفط وحاملات الطائرات والسفن التجارية المحملة بكل ما يحتاجه الغرب هنا، وهناك. وإذا أردنا أن نبدأ بأهم فنبدأ من مثلث الخطر الأكبر في العالم: هرمز، المندب، وجبل طارق، ثلاثة مضائق موزعة على زوايا أرض العرب، والبداية من الزاوية الغربية للوطن العربي من مضيق جبل.

بوابة العبور بين القارات .. مضيق جبل طارق

طارق حين يذكر اسم جبل طارق لا يجب أن نكتفي بالقول إنه مضيق بحري يقع بين المغرب وإسبانيا، ومستعمله جبل طارق البريطانية حتى لو قلنا إنه من أهم المعابر المائية في العالم، فهذا أيضًا لا يكفي، فتاريخ هذا الجبل لا يستهان به

ويستحق أن يعرفه الجميع. فطار جبل يجمع بين العجائب الإلهية والجهد البشري تمامًا كما يجمع الحاضر البريطاني والماضي العربي الإسلامي والجغرافيا الإسبانية معًا.

إنه جبل بطول 6 كيلومترات وعرض كيلومترين، ويشكل مضيقًا بحريًا طوله 30 كيلومترًا وعرضه من 15 إلى 25 كيلومترًا، وبعمق يبلغ 450 مترًا. يشكل هذا الجبل في حد ذاته دولة بمساحة 7 كيلومترات مربعة، وهو عبارة عن شبه جزيرة تقع في شبه الجزيرة الإيبيرية وشمال أفريقيا، في الساحل الجنوبي لإسبانيا.

يعتبر منطقة حكم ذاتي تابعة للتاج البريطاني منذ عام 1713 بموجب معاهدة أوترخت مع إسبانيا. يقطنه نحو 35 ألف نسمة، أي عدد لا يتجاوز سعة ملعب كرة قدم، ومع ذلك يعتبر من ضمن أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم. يعين التاج البريطاني رئيس حكومة جبل طارق المنتخبة من البرلمان المحلي، وتدير الحكومة الشؤون الاقتصادية والداخلية عدا الدفاع والعلاقات الخارجية، كذلك تمتلك بريطانيا في هذه المنطقة قاعدة عسكرية.

جويه وبحريه واستخبارات ونقطه توقف للبوار والغواصات

النوويّة البريطانية وهي منطقة ذات حكم ذاتي داخلي في برلمان منتخب ورأسه الملك. تشارلز حاليًا ممثلاً بحاكم الجبل، وعبر التاريخ تناقلت القوى الكبرى السيطرة عليه.

ولطالما أحدث ضجة وصراعات كثيرة، اشتق اسم جبل طارق من اسم القائد المسلم الفاتح، طارق بن زياد، الذي عبره في بداية الفتوحات الإسلامية للأندلس، وقصته المشهورة التي.

YouTube video player

تتداولها كتب التاريخ وتروي كيف أحرق سفنه بعد الوصول لشواطئ الأندلس وقال لجنوده: أين المفر البحر من ورائكم والعدو أمامكم، رغم الجدل الذي يثار حول صحة العبارة وبعيدًا عن الجبل والصراعات الدائرة هناك، وأهمها الصراع البريطاني الإسباني.

فالأهم أكبر في المضيق المرتبط بالجبل، الذي يُعرف بأنه أحد أهم المضائق المائية في العالم، إذ يقع بين شبه الجزيرة الإيبيرية وشمال أفريقيا، كما يُعرف بأنه نقطة وصل أساسية بين أوروبا وأفريقيا، وبين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. وبسبب تلك الأهمية الاستراتيجية الكبيرة التي يتمتع بها المضيق، لطالما لهثت وتصارعت الإمبراطوريات والمماليك لبسط نفوذها عليه.

يبلغ طول المضيق 8 كيلومترات ويصل عرضه، كما ذكرنا، إلى 14 كيلومترًا تقريبًا. تعبره يوميًا نحو 250 سفينة وناقلة شحن عملاقة. وقدّر الخبراء أن سدس التجارة العالمية تمر من هناك، وحوالي 5% من تجارة النفط العالمية أيضًا تعبر من هذا المضيق. وعدا عن النفط والتجارة والشحن، يعد المضيق واحدًا من أهم نقاط العبور للمهاجرين غير الشرعيين الطامحين للوصول إلى الحلم الأوروبي، القادمين من أفريقيا وغيرها.

وطوال تاريخه كان محل صراع، واليوم تتقاسم إسبانيا والمغرب السيادة عليه، وبعيدًا عن السيادة على الجبل التي كما ذكرنا هي لبريطانيا، أما تاريخيًّا فتعاقبت عليه الدول، إذ استعاد الإسبان عام 1462 السيطرة عليه، ثم سيطرت عليه بريطانيا عام 1704، وعام 1713 وقع البريطانيون والإسبان معاهدة تنازل بموجبها الأخير عن السيادة على الجبل، بشرط استمرار الاعتراف به كأرض.

اسبانيه عام 1830 اصبح جبل طارق مستعمره بريطانيه

في عامي 1967 و2002، جرى استفتاء بين سكان الجبل على السيادة. اختارت غالبيتهم بنسبة وصلت إلى 98% البقاء تحت السيادة البريطانية ورفضوا تقاسم السيادة مع الإسبان. بقي الجبل محطاً للانتباه مع الإسبان بشكل كبير. في عام 1969، أغلقت إسبانيا حدودها مع الجبل لتفتحها مجدداً في عام 1985، مبقية على حظر جوي بينها وبين الجبل حتى عام 2006.

وحتى اليوم، لا تعترف الإسبان بالنفوذ البريطاني على الجبل بل يعتبرونه احتلالاً، بينما تصر بريطانيا على أنها موجودة بطلب من السكان أصحاب الأرض. لكن الإسبان، في المقابل، لم تيأس ولم تستسلم، حيث عملت على احتلال بلدات مغربية مطلة على مضيق جبل طارق، مثل سبتة ومليلية، ورفضت.

الانسحاب منها الصراع والاصرار

والاستماتة مشروع نفق يمر عبره ليربط أفريقيا بأوروبا وقد وقع الاختيار على مكتب المهندس المعماري السويسري جيوفاني لومباردي لتشييد هذا النفق وذلك عام 2006.

وتم التخطيط لتشييد هذا النفق كي يربط المغرب بإسبانيا منذ أكثر من 25 عامًا تحديدًا عام 1980 حيث تم تكليف لجنة الاتصال المشتركة المغربية الإسبانية بدراسة هذا الملف واقترحت حلولا كثيرة لطريقة الربط وإنجاز المشروع منها إنشاء جسر يربط الضفتين الفكرة التي لم تطبق بسبب بروز تعقيدات كثيرة أبرزها طبيعة مضيق جبل طارق إذ يتجاوز عمق البحر في 300 متر ما يعوق بناء جسر فوقه بسبب استحالة بناء أعمدة هنا.

كذلك برزت فكرة إنشاء نفق جاهز تحت الماء لكن أيضًا برزت عراقيل تعيق المشروع منها عمق المضيق الذي يوصف بأنه غير قاري وفيه تيارات مائية قوية جدًا كذلك فإن اللجوء إلى وضع جسر عائم اعتبر غير مجدٍ لأنه قد يعوق حركات الملاحة التي تعبر المضيق، فكان الحل الأمثل بالنسبة للخبراء.

تشيد نفق حديدي مثل نفق اورتون بين كال الفرنسيه

“وفليكسونيز” في 35 دقيقة تحت سطح البحر أو نفق مضيق جبل طارق فيتوقع أن يكون على هيئة ممر تحت الماء على عمق يتراوح بين 400 و600 متر ويمتد على طول 40 كيلومترًا بين الطرف الإسبانية وطنجة المغربية، وبحسب المهندسين، فإن هذا ليس الخط الأقصر بين المدينتين وإنما الأمثل.

كذلك، يقول المهندسون إن الناحية التقنية تبقى قابلية تنفيذ المشروع محدودة للغاية، حيث تحيط بعمليات التخطيط والتشييد علامات استفهام كثيرة، خاصة بعد دراسة الطبقات الجيولوجية في أعماق المضيق التي لم يستطع الباحثون اكمالها بسبب التيارات المائية القوية التي كانت تقذف بمراكب الباحثين، ولم تتمكن بالتالي من الاستقرار في الأماكن التي كانوا ينشدون الوصول إليها. وهذا المشروع، إذا ما نُفذ، سيضاعف أهمية المضيق، تترأسه شركتان.

مستقرتش انجازه باربع الى خمس مليارات يورو وعام

2023 بعد تحسن العلاقات بين المغرب وإسبانيا، عاد مشروع نفق جبل طارق الذي يربط البلدين، الذي تجاوز عمره اليوم 40 عاماً، وهدفه الرئيس ربط قارة أوروبا بإفريقيا. ومن المتوقع أن يُرمى فوائد ومزايا اقتصادية هائلة وخدمات كبيرة مثل نقل البضائع والمسافرين بين ضفتي البلدين وتعزيز اقتصاد القارتين.

ومن المتوقع أن يمر منه سنوياً حوالي 100000 سفينة تحمل 13 مليون طن من البضائع ومليون و800 ألف مسافر سنوياً على المدى المتوسط. كما سيحتاج منفذه إلى حفر مسافة 38 كيلومترًا لتنفيذه، منها 28 كيلومترًا تحت سطح البحر، وسيكون بإشراف شركة.

صمام الأمان وشرارة الحرب.. باب المندب

المانيا ستتولى مهمة التنفيذ في باب المندب.

30 كيلومترًا تتحكم بالعالم في الثانية الثالثة لمثلث الخطر نجد باب المندب.

المضيق الذي يشعل العالم كله اليوم ويشكل نقطة تُعتبر الأخطر تقريباً، فمن يمر عبره لا يكون متأكداً أبداً من أنه سيستطيع الخروج منه فرغم ضيق هذا الممر المائي فإنه يشكل أكبر ساحة صراعات دولية اليوم وربما الأخطر، فهو عبارة عن ممر مائي ويعتبر البوابة الجنوبية للبحر الأحمر التي تصله بخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي كذلك.

يبرز هذا المضيق كحلقة وصل استراتيجية على الطريق التجاري البحري الرابط بين شرق آسيا وأوروبا، كما أنه الطريق الأقصر والأقل تكلفة لباب المد بأهمية كبيرة استراتيجية واقتصادية وعسكرية، ورغم أنه على البحر إلا أنه أشعل البحر نار حرب مستعرة وجعله ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، حيث عملت كل القوى الدولية المتنافسة على تثبيت نفوذها هنا في هذا المكان عبر إنشاء قواعد عسكرية في الجزر والدول المطلة على المضيق وذلك في محاولة لمسك زمام السيطرة فيه والتحكم به وإغلاق إذا دعت مصلحة الدولة المتحكمة إلى ذلك من هنا بات باب المندب ورقة توصل من تسقط بيده إلى القمة ويربح بها اللعبة.

يقع هذا المضيق كما ذكرنا في أقصى جنوب البحر الأحمر بين الزاوية الجنوبية الغربية لشبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا. في آسيا تحده اليمن وفي ضفته الأفريقية تقع جيبوتي ضيق جدا حيث يبلغ عرضه نحو 30 كيلومترا فقط، وفي مدخله الجنوبي تقع جزيرة بريم اليمنية التي تقسمه الى قناتين: قناة السكندر التي تعد الأصغر بين القناتين وتقع بمحاذاة اليمن بعرض يبلغ 3 كيلومترات تقريباً، القناة الأخرى والأكبر هي قناة دقة.

المايونيز

فان باب المندب نشأ بسبب الحركة التكتونية التي حدثت في الحقبة الجيولوجية الثالثة والتي نجم عنها انفصال شبه الجزيرة العربية عن قارة أفريقيا وتشكل البحر الأحمر ومن ضمنه باب المندب الذي يذكر العرب أن تسميته ترتبط بالفعل ندب أو بكى على الميت وأنه كان يقصد به باب الدموع نسبة للدموع التي ذرفت على من كانوا يغرقون فيه من البحارة.

كذلك في رواية أخرى يقال أن الندب المقصود هو من بكاء الأفريقيات على أولادهن وبناتهن الذين كانوا يؤخذون كعبيد وسبايا بعد الغزوات ويعبر بهم البحر الأحمر في المقابل ترجع بعض المصادر الاسم الى الفعل ندب أي عبر واجتاز لأنه يمثل معبرا بين البحر الأحمر وخليج عدن وبغض النظر عن التسمية وتاريخها فإن هذا المضيق كان منذ اكتشافه أحد أهم المعابر المائية في العالم وبات اليوم يتحكم التجارة العالمية ككل والشحن الدولي ومع تأسيس قناة السويس زادت أهميته.

اذ شكل معا حلقة مهمة لأقصر طريق بحري يصل أوروبا بآسيا وأفريقيا بمرور الزمن كانت أهمية المضيق تزداد شيئا فشيئا حتى استحوذ على 10 بالمئة من التجارة الدولية طبعا فلا يوجد طريق يتيح ما يتيحه من توفير للوقت والتكلفة المالية فباتت الملاحة فيه نشطة للغاية سواء من البحر الأحمر أو اليه بعد اكتشاف النفط في الدول الخليجية تضاعفت بل وتعاظمت مكانه المضيق واكتسب مكانه كبيرة جدا خاصة أن عمق قناتي حتى الصغرى منهما كان مناسبا لمرور ناقلات النفط الضخمة وبذلك استحق حقا لقب أهم معبر مائي لموارد الطاقة في العالم ومع أنه جزء من مثلث الخطر الجغرافي.

مع مضيق هرمز وجبل طارق فقد بات أيضا جزء مهما في المثلث الطاقوي للنقل الاستراتيجي عالميا مع قناة السويس ومضيق هرمز اذ احتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث عبور موارد الطاقة بعد أن باتت معظم صادرات الغاز الطبيعي والنفط من الخليج تمر عبره لتنتشر في قارات العالم ودوله وبات عدد السفن الذي تعبره يقدر بين 17 و1000 بالسنة أي ما يعادل 57 سفينة يوميا وبحسب إحصائيات يرجع تاريخها لعام 2018 صادره عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية فإن.

هذا المضيق يمر عبره 6 ملايين و200 ألف برميل يوميا من النفط الخام والمكثفات والمنتجات البترولية المكررة المتجهة عبره الى أوروبا والولايات المتحدة والأسواق الآسيوية مثل سنغافورا والصين والهند بنسبة بلغت في ذلك الوقت نحو 99% من اجمالي النفط المنقول بحرا في العالم واليوم مع الهجمات وحملات القرصنة التي يشنها يمنيون وقراصنة صومال على السفن في المنطقة بات المرور من مضيق باب المندب خطرا كبيرا وباتت شركات شحن كبرى.

تفكر بتفادي عبوره نهائيا وهو ما يعني ضربة قاسمة لحركة التجارة العالمية فالتفاح حوله يعني أن تذهب السفن حول جنوب أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح أي مسافة إضافية تبلغ 6000 ميل بحري مما يترتب عليه تكاليف إضافية كبيرة. المضيق يتمتع بأهمية عسكرية وأمنية تتطلبها الحاجة للحفاظ على المصالح الاقتصادية وتأمين خطوط التجارة الدولية. كذلك يمكن من خلاله التحكم بمراكز تصدير الموارد الطاقوية وترسيخ النفوذ السياسي في المنطقة.

لذلك لطالما عملت الدول الكبرى على تثبيت وجودها في المنطقة عبر إنشاء قواعد عسكرية لها في الجزر الواقعة داخل المضيق وفي محيطه وأيضًا على شواطئ الدول المطلة عليه. عسكريًا تكمن أهمية المضيق بأن من يتحكم به يكون متحكمًا بالبوابة الجنوبية للبحر الأحمر عبر نقاط حصنه ضمن الشواطئ المرتفعة المحمية طبيعيًا أو من جزيرة بريم، إضافة إلى نشر نقاط للرصد والمراقبة ومحطات الرادار أو قامه القواعد العسكرية. ولكن بسبب قربه من السواحل اليمنية فإن هجمات القرصنة على السفن والتي مصدرها.

اليمن دفعت شركات شحن دوليه منذ منتصف كانون الاول

2023 وقف مرور سفنها عبره منها شركات تُعدّ الأكبر بمجال الشحن الدولي مثل ميرسك الدنماركية ومجموعة الشحن الفرنسية سي ام اي سي جي ام وشركة ام اس سي الإيطالية السويسرية، كذلك شركة النفط والغاز العملاقة بريتش بتروليوم، مما تسبب كالمتفوق أسعارها 79% وسط مخاوف من انقطاع تدفق الطاقة.

كذلك، خطرت شركات أخرى بالمدى الطويل طمعًا بالسلامة فغيّرت مسار رحلتها نحو رأس الرجاء الصالح لتسارع الدول الكبرى لعقد مؤتمرات لدعم الأمن في هذه المنطقة التي بدأت تشل حركة التجارة العالمية، ما دفع أمريكا إلى إطلاق عملية “حارس الازدهار” في ديسمبر 2023، وهي مبادرة أمنية متعددة الجنسيات تحت مظلة القوات البحرية الدولية المشتركة وقوة المهام 153 التابعة لها، مهمتها إعادة الأمن لمنطقة البحر الأحمر وباب المندب.

ولم تكن التهديدات يمنية فقط، فعلى الشاطئ الآخر من المضيق يقبع قراصنة صوماليون يتربصون بالسفن المارة عبر المضيق، ما دفع الشرطة الصومالية لتكثيف دورياتها لملاحقتهم، حيث بلغت هجماتهم على السفن ذروتها إلى أكثر من 350 هجومًا يتم شنها في أغلب الأوقات من منطقتين من قرى صيد في إقليم بونتلاند شمال شرق الصومال، وهي قرى محاذية للشريط الساحلي الصومالي، مما يتيح للقراصنة رصد واستهداف السفن التجارية والأساطيل البحرية العابرة في خليج عدن ومضيق باب المندب.

عام 2009، أحدثوا ضجة دولية كبيرة باختطافهم كبيرًا مراسلي صحيفة ساندي تلغراف البريطانية كونم فريمان أثناء استقصائه لظاهرة القرصنة، وورد في الدراسة الاستقصائية أن القراصنة الصوماليين في المنطقة يبلغ عددهم نحو 2000 ينفذون ست عمليات قرصنة على الأقل في الأسبوع ويكسبون في العام الواحد ما يقدر ب 30 مليون دولار أمريكي. كان أشهرهم عبد الله أبشير المعروف باسم بويا ومحمد حسن عبدي المعروف بافوي، والذي كان يحمل سابقًا لقب “ملك القراصنة”، لكنه تابع عمله هذا عام 2012 بتأسيس هيئة لمكافحة القرصنة وإعادة تأهيل القراصنة ومساعدتهم على الاندماج بالمجتمع.

ورغم أن دورهم أضعف، إلا أنهم مع الجماعات اليمنية التي تهدد منطقة باب المندب، تسببوا اليوم بشبه وقوف لمرور ناقلات النفط والغاز عبر البحر الأحمر، ما رفع تكاليف رحلات الناقلات إلى أكثر من 100000 دولار لليوم الواحد، حيث زادت تكلفة شحن النفط المكرر من الشرق الأوسط إلى اليابان مثلا بنسبة 3%، أي 100000 و000 دولار يوميًا، وذلك وفقًا لبيانات بورصة بالتك في لندن. عنق العالم، شريان النفط في العالم، الممر الأهم للنفط في العالم، شريان الحياة.

عنق العالم .. مضيق هرمز

أشد الصراعات الدولية هو طريق ملاحي ضيق في منطقة الخليج العربي والمنفذ الذي ينقل نفطه للعالم له دور كبير في حروب التوترات وفي لعبة المناورات السياسية والنفطية والاستراتيجية في المنطقة. يقع المضيق في الجزء الشرقي لمياه الخليج العربي والجزء الشمالي الغربي لخليج عمان، اللذين يشكلان ممرين بحريين يتصلان بالمحيط الهندي من الشمال والشرق. تطل عليه إيران من الشمال ومن الجنوب سلطنة عمان التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه. يفصله عن الخليج العربي خط يصل رأس الشيخ مسعود في جزيرة مسند العمانية بجزيرة هنجام، عابراً جزيرة قشم حتى الساحل الإيراني.

ومن الجنوب الشرقي تمتد حدوده من رأس دبا على ساحل الإمارات إلى دماج على الساحل الإيراني، وهو الخط الذي يفصله عن خليج عمان. وحدوده الشمالية تتألف من جزيرتي قشم وأراك، أما الجنوبية فهي شبه جزيرة رأس مسندم، موقع استراتيجي يزداد أهميته بمناخه المداري الذي يجعل الملاحة في هذه المنطقة سهلة طوال العام. كما تنتشر حوله عدة جزر يزيد عددها مجتمعة على 100 جزيرة، أهمها جزيرة هرمز وأراك وشبه جزيرة مسندم وطنب الصغرى والكبرى وأبو موسى. عرض ممري الدخول والخروج قد يصل إلى 10 كيلومترات ونصف الكيلومتر.

تسميته في اللغة الفارسية تعود إلى كلمة هرمز التي تعني “الإله” وكوكب المشتري، بينما تعني الهرمز عند العرب الكبير من ملوك العجم. وبذلك يرجع المؤرخون تسميته إلى ثلاثة أسباب، إما أنه سمي نسبة إلى هرمز وهو أحد ملوك بلاد فارس الذي حكمها عام 272 للميلاد، وهو اسم حمله أيضاً خمسة ملوك ساسانيين، أو أنه سمي للمملكة القديمة هرمز المعروف باسم باب الشرق السحري، أو أن يكون اسم المضيق مشتقًا من جزيرة هرمز التي تقع على مدخله عند ساحل إقليم مكران. تاريخيًا كان للمضيق مكانة كبيرة وزخم يرجع إلى أكثر من 5000 عام اذ تعاقبت عليه عدة حضارات مثل الحضارة الاغريقية والفينيقيون والبابليين والفارسيين كونه معبراً مهماً للسفن التجارية والحربية. ومنذ القرن السابع قبل الميلاد بدأ صراع الإمبراطوريات المتعاقبة في المنطقة للسيطرة على مضيق الخليج البحري.

حتى شهد في القرن العاشر الميلادي تأسيس مملكة هرمز القديمة في البر الأصلي على الساحل الشرقي للخليج العربي ونجحت في أن تكون حلقة اتصال تجاري بين الشرق والغرب. غير أن غارات المغول أرغمت سكان المملكة على التوجه نحو جزيرة قشم ثم جزيرة جيرون حيث أصبحت هرمز الجديدة عاصمة لأكبر تنظيم سياسي وتجاري شهدته المنطقة لفترة ناهزت العام. وفي الفترة بين عامي 1325 و 1399 زار ابن بطوطة المنطاق.

وكتب عنها. وكان المضيق في ذلك الوقت في أوج ازدهاره، شكل هرمز للبرتغاليين تميمة الحظ بكل معنى الكلمة، بعد أن سيطروا عليه في القرن السادس عشر. حيث كانوا يقولون عنه: “إذا كان العالم كله خاتم من ذهب فإن هرمز هي جوهرته”، واستماتوا بالدفاع عنه ضد العثمانيين خاصة في معركة هرمز التي خسر فيها العثمانيون.

واستمرت سيطرة البرتغاليين هنا حتى اتحدت البريطانيين والفارسيين ضدهم عام 1622، وأنهوا سيطرتهم على المنطقة بعد فترة طويلة بلغت 100 عام، حيث كان بالنسبة لبريطانيا مفترق طرق ذو أهمية استراتيجية كبيرة. خاصة أنه على طريق تجارتها الرئيسية للهند، وخاصة أيضاً أن بريطانيا كانت تحتل غالبية الدول المحيطة بها، فاستطاعت عبر السيطرة عليه التحكم بالملاحة في المنطقة بكل راحة. مع الأيام، كانت تزداد أهمية المضيق خاصة بعد اكتشاف النفط في الخليج، حيث بات معبراً حيوياً لنقل النفط باتجاه العالم. فعقدت بريطانيا عدة اتفاقيات مع مشايخ الخليج العربي بغرض تأمين الملاحة البحرية ولحماية سفنهم من.

هجمات القراصنه وذلك بين عامي 1820

وفي 1970 للميلاد، وفي 30 من نوفمبر عام 1971، احتلت إيران جزر أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى التي تقع في القرب من حقول النفط والغاز البحرية التابعة للإمارات والتي رغم أنها صغيرة المساحة إلا أنها تشكل مراكز مراقبة مهمة لسواحل الخليج العربي. فبحسب الخبراء، تمر بشواطئ هذه الجزر 86% من صادرات نفط الشرق الأوسط، أي ما يعادل نصف الطاقة التي تعتمد عليها صناعة العالم واقتصاده وحياته اليومية. لذلك، فمن يسيطر على هذه الجزر والمضيق قادر على التحكم في حركة الإمدادات النفطية.

ولذلك، يطلق عليه خبراء الطاقة لقب العنق الرئيس للعالم ونقطة الاختناق. ويتفق الخبراء على أهمية مضيق هرمز التي ازدادت بشكل ملحوظ فور اكتشاف النفط في الجزيرة العربية وإيران. وهو حجر الزاوية الأساسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه في تجارة النفط والغاز العالمية، ويصنفه الخبراء على قمة أهم ثماني نقاط حيوية في العالم، حيث يتيح مرور 40 مليون برميل نفط يوميًا.

وفقًا لبيانات بلومبرج لعام 2020، عبر المضيق 12 مليون برميل من النفط الخام القادم من العراق والسعودية والإمارات والكويت وإيران. وبعد الأحداث الحربية الروسية الأوكرانية عام 2022، تعاظمت أهميته أكثر حيث باتت منطقة الخليج وجهة مهمة للدول الصناعية الكبرى بغرض تأمين احتياجاتها من نفط الخليج العربي، لتسجل إحصائيات الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 مرور 20 مليون ونصف المليون برميل يوميًا في المتوسط من النفط الخام والمكثفات والمنتجات النفطية، وذلك بحسب شركة التحليلات فور تكسا التي ذكرت في تقريرها أن الناقلات العملاقة تحمل عبره حوالي 80 مليون طن متري أو 20% من الاحتياجات الدولية وحوالي 25% من احتياج الغاز المسال.

هكذا كان هرمز وما يزال يزيد من أهميته لدول العالم أجمع خاصة في ظل توقعات وكالة الطاقة الدولية بارتفاع حجم الطلب العالمي على النفط ليصل إلى 121 مليون برميل يوميًا عام 2030.

ويضاف إلى ذلك حجم التجارة التي تبلغ تريليون دولار سنويًا. وبالأرقام، فإن المضيق يتيح مرور ناقلات يبلغ مجموع حمولاتها أكثر من مليارين ونصف المليار طن سنويًا، تحمل شحنات السلع الأولية مثل الحبوب والحديد الخام والأسمنت وغيرها. حيث يمر عبر هرمز 22% من هذه السلع. كل ذلك يجعل له أهمية استراتيجية كبيرة جدًا بالنسبة للدول المشاطئة التي تعتمد عليه الدول كليًا في التصدير والاستيراد، بينما يشكل المنفذ.

شريان الحياة في العالم .. قناة السويس

الرئيس وليس الوحيد للإمارات والسعودية وإيران، أما بالنسبة لسلطنة عُمان فهي لا تعتمد عليها كليًا، إذ لها واجهة بحرية طويلة على خليج عُمان في البحر العربي في الجنوب.

تتقاسم عُمان وإيران السيطرة على المضيق كونهما الدولتين الأقرب إليه، وحاولت إيران المطالبة بمنحها الإشراف الحصري عليه بحجة وقوعه ضمن المياه الإقليمية، إلى أن طُلبتها قبل بالرفض وتتعمد دائمًا إبرازها كبرمجة أنها لن تسمح بعرق حركة الملاحة البحرية وعبور السفن عبر مضيق هرمز فاج.

الاقه تعني وقف الإمدادات لأكثر من 23 دولة أوروبية وآسيوية، وفي الاجمال يؤثر على 30 دولة بشكل مباشر وعلى العالم كله بشكل غير مباشر. هكذا يكتسب هرمز أهميته كونه يشكل عُنق الزجاجة في مدخل الخليج الواصل بين مياه الخليج العربي شبه المغلقة والبحار الكبرى على المحيط الهندي، وهي بحر العرب وبحر عُمان والبحر الأحمر والمنفذ الوحيد للدول العربية المطلة على الخليج، عدا السعودية وسلطنة عُمان، إلى دول العالم تعبره 200 إلى 300 ناقلة نفط يوميًا، بمعدل ناقلة واحدة كل ست دقائق في ساعات الذروة وتحمل 40% من النفط المنقول بحرًا على مستوى العالم وبالسرعة المطلوبة.

فالسعودية مثلا تصدر 88% من إنتاجها النفطي عبر هذا المضيق، والعراق 98%، أما الإمارات فتنقل عبره 99% من نفطها، بينما تنقل إيران والكويت وقطر كل إنتاجها من النفط عبره، ومع قدرته على نقل هذه الكمية وبهذه السرعة يتفوق على أي مضيق آخر في العالم ويجعله يتربع على عرش المضائق أو الممرات ليكون في المرتبة الأولى عالميًا منذ اكتشاف النفط منتصف القرن العشر كشريان العالم الطاقوي، وسيستمر كذلك حتى آخر نقطة نفط في المنطقة.

استطاعت إيران استغلاله وتحويله إلى قوة ردع حقيقية ليس فقط بقوة الجغرافيا، بل بقوة القانون الدولي الذي منحها السيادة على المضيق بموجب اتفاقية جامايكا لعام 1982، وقبلها معاهده جنيف عام 1958. قناة السويس هنا تجتمع النار والماء، عبد الناصر وضع أصبعه على قصبة الهوائية، هكذا وصف رئيس الوزراء البريطاني أنطوني إيدين حل الأوروبيين بعد أن أعلن الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر تأميم القناة.

السويس عام 1956 حيث كان الموقف وكانه امسك بعصا

كبيرة وضرب بها الغرب على رأسه طبعًا، فالقناة حينها وحتى اليوم تُعتبر شريان الحياة كما يسميها المصريون، وقناة السويس هي ممر مائي اصطناعي ازدواجي يبلغ طوله 193 كيلومترًا، تصل القناة بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر وتنقسم طوليًا إلى قسمين، شمال البحيرات المره وجنوبها، وعرضيًا تنقسم أيضًا إلى ممرين في أغلب أجزائها كي تسمح بعبور السفن في اتجاهين بالوقت نفسه بين أوروبا وآسيا، فهي أسرع طريق مائي بين القارتين، حيث أن الرحلة عبرها تختصر على السفن الدولية 12 يومًا مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح.

فكرة القناة، أو بالأحرى فكرة ربط البحر المتوسط بالأحمر، قديمة جدًا، فبحسب الدراسات التاريخية التي تشير إلى أنها بدأت في العصر الفرعوني، وأن أول من فكر فيها فرعون مصر سنوسرت الثالث المنتمي للأسرة المصر الثانية على، والذي كان يريد توطيد التجارة وتيسير المواصلات بين الشرق والغرب، بل يؤكد كثيرون أن سنوسرت قد حفر قناة السويس لكنها عام 610 قبل الميلاد امتلأت بالتراب وردمت الطريق بين البحيرات المره والبحر الأحمر ليحاول الفرعون نخاو الثاني إعادة شقها، لكنه فشل في ذلك.

يحكى البعض أيضًا أن ملك الفرس دار الأول اهتم بالقناة وحاول إعادة ربط البحيرات المره بالبحر الأحمر، لكنه فشل في ذلك حتى عام 285 قبل الميلاد، حين تمكن بطليموس الثاني من إعادة الملاحة إلى القناة وتجاوز الصعوبات التي كانت تعيقها باعادة حفر الجزء الواقع بين البحيرات المره والبحر الأحمر.

واكتسبت القناة منذ ذلك الوقت مكانه كبيرة جدًا، عام 98 قبل الميلاد أمر الإمبراطور الروماني تراجان الروماني حفر قناة جديدة من القاهرة إلى قرية العباسة، لكنها أغلقت مع مرور السنين بسبب الإهمال، وفي عهد الصحابي عمرو بن العاص، أعيدت حركة الملاحة إلى القناة الرابطة بين البحر الأحمر ونهر النيل، لكن أبو جعفر المنصور ردمها عام 760 للميلاد لأسباب سياسية، وعام 178 تزامنًا مع الحملة الفرنسية على مصر، أعيدت الفكرة للتداول، حين كرَّ نابليون بونابارت في شق قناة لكنه لم يستطع تطبيق فكرته حتى عام 1854 للميلاد، حين أقنع السياسي الفرنسي فردناند ديلسيبس محمد سعيد باشا بالمشروع وحصل على موافقة الباب العالي، ومنحت الشركة الفرنسية برئاسة ديليسيبس امتياز حفر وتشغيل القناة لمدة 9 أعوام.

بناء القناة استغرق 10 أعوام في عملية ضخمة شارك فيها نحو مليون عامل مصري، بينما مات أكثر من 120 ألفًا في أثناء الحفر من الجوع والعطش وظروف العمل الصعبة والسيئة، عام 1869 تم اعلان افتتاح القناة في حفل مهيب وبميزان ضخم، وفي 1905 حاولت الشركة الفرنسية الحصول على موافقة لتمديد حق الامتياز 50 عامًا إضافية، لكنها فشلت في ذلك وبقيت الأمور على حالها. حتى اتخذ الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قرار تأميم قناة السويس، الذي كان بمثابة إعلان حرب شلت حركة الدول الكبرى، خاصة بريطانيا وفرنسا، وانتهى باتحاد الدولتين ومعهم إسرائيل لإعلان الحرب ضمن ما سمي بالعدوان الثلاثي.

لتتسبب حرب عام 1967 في إغلاق قناة السويس لمدة تجاوزت ثمان سنوات، قبل أن يعيد الرئيس السادات افتتاحها في يونيو عام 1975. بعد ذلك، شهدت القناة عدة مشاريع استهدفت توسيع مجراها وتقليل وقت عبورها، بداية من عام 1980 حتى تم في السادس من أغسطس عام 2015 افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة التي لعبت دورًا كبيرًا في رفع التصنيف العالمي لقناة السويس وتعزيز قدرتها على مواكبة التطورات المتلاحقة في صناعة النقل البحري والقدرة على استيعاب الأجيال الجديدة من السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة أيضًا. مع العمل على إتاحة كل عوامل السلامة والأمان للسفن العابرة، حتى يضمن القائمون على القناة أن تبقى الخيار الأول لمشغلي السفن على الطرق المرتبطة بها.

وعمل المطورون دائمًا على تطوير الخدمات الملاحية المقدمة للسفن العابرة وتفعيل التواصل مع العملاء، ولم تتوقف المشاريع المرتبطة بها أبدًا، منها إنشاء أسطول مصري للصيد يضم 100 سفينة صيد بتكلفة استثمارية تبلغ 10015 مليون دولار، في مشروع جُرى تقسيمه إلى ثلاث مراحل يضم في إجماله 100 سفينة، ليزيد من أهمية قناة السويس التي تعد شريانًا رئيسيًا لحركة التجارة العالمية المنقولة بحرًا.

فهي تعبر من خلالها 8 فار 3% من إجمالي حركة التجارة العالمية و 25% تقريبًا من إجمالي حركة البضائع عالميًا، و 100% من إجمالي تجارة الحاويات المنقولة بحرًا بين آسيا وأوروبا. كذلك فإنها أحدى أهم حلقات سلاسل الإمداد العالمية تبعًا لموقعها الجغرافي المهم وخدماتها الكبيرة في مجال الخدمات الملاحية للسفن العابرة.

تستطيع القناة أيضًا استيعاب نحو 100% من الأسطول العالمي لسفن الحاويات و92 ف 88% من أسطول سفن الصب الجاف، إضافة إلى 61 99% من ناقلة البترول ومنتجاته و 100% من باقي أنواع الأسطول الأخرى.

ومنذ عام 2020، شهدت أرقام القناة تطورًا لافتًا في أعداد وحمولة السفن التي عبرتها، حيث سجلت حركة الملاحة بالقناة عبور نحو.

1888 سفينه مقابل عبور

1874 سفينة خلال عام 2018 ما يعني نسبة زيادة بلغت 3.9%. وإذا ما تساءلنا عن سبب أو سر تسمية القناة بهذا الاسم، فهناك روايات كثيرة خلف هذا السبب، أحداها تقول إنه بسبب البدء في حفر القناة من الجنوب حيث خليج ومدينة السويس، ثم استكمال الحفر ناحية الشمال، ورواية أخرى تربط التسمية بمنطقة قناة السويس القديمة التي كانت تسمى برزخ السويس، ويقال إن هذا هو السبب الأرجح تاريخيًا.

تعتبر مصر أول دولة تحفر قناة عبر أراضيها بهدف تنشيط حركة الملاحة العالمية ونجحت في ذلك، إذ أصبحت اليوم أقصر الطرق بين الشرق والغرب ونجحت في أن تكتسب أهمية دولية نظرًا لموقعها الجغرافي الفريد، فهي تعد القناة العمل الإنساني المادي الوحيد الذي استطاع تغيير جغرافية العلاقات الدولية وكامل خريطة الصراع في المنطقة وعلى المنطقة، فهذه القناة اختصرت قارة باكملها هي أفريقيا فيما يشكل مجالها العام دائرة تقبض على ثلاث قارات معا: أوروبا وآسيا وأفريقيا، إضافة إلى جزر الهند الشرقية وأستراليا وصولًا إلى السواحل الشرقية لأمريكا الشمالية. فهي صلة الوصل الوحيدة بين البحر المتوسط والبحر الأحمر، حيث اختصرت المسافة بينهما إلى أكثر من نصف المسافة التي كانت تستغرقها رحلة رأس الرجاء الصالح، إذ باتت المسافة بين موانئ غرب أوروبا والهند نحو 8 آلاف كيلومتر.

كل ذلك جعل قناة السويس تعد أهم شريان مائي للتجارة العالمية بين الشرق والغرب، وهي كذلك أهم طريق مائية آمنة على الإطلاق وأسرع وأقصر وأقل تكلفة من أي طريق آخر قد تسلكه حركة النفط بين مصادر الإنتاج وأسواق الاستهلاك، مما يجعل مصر تمتلك أعظم مجرى مائي في العالم وأهم ممر للتجارة العالمية في أوقات السلم. أما في أوقات الحرب، فهي سلاح سياسي واستراتيجي ينعكس أحداثه على كل البحار والمحيطات السبعة، لمرور الأساطيل الحربية فيها، لذلك فهي مفتاح آخر من مفاتح العالم يمسكه.

ويتحكم به العرب حدث الاخطار مضيق جبل

طارق ومضيق باب المندب ومضيق هرمز معًا يشكلون مثلث الأخطار والصراعات التي تعيشها دول عظمى وكبرى وصغرى، صراعات بعشرات المليارات من الدولارات، محاورها الأساسية ثلاثة هي الموانئ والمضائق والطاقة، ومفاتيح البوابات الثلاث على مثلث الخطر البحري هذا يمسكها العرب، رغم أن إيران هي من تتحكم بهرمز، لكنه بدون النفط المار عبره من دول الخليج سيخسر الكثير من مكانته، لذلك يعتبر أيضًا من ض مفاتيح العالم التي يمسكها العرب.

المصير في هذه المفاتيح أنها تعمل كقوة منفردة، فكل مضيق أو ممر منها له أهمية استراتيجية عظيمة لوحده وقادر على أن يحدث فرقًا في العالم، وإذا ما أغلق بابه بوجه السفن فسيسبب فوضى قد تصل درجة الشلل في حركة التجارة الدولية.

فما بالك إذا اجتمع بعضهم معًا كما هو قائم في مثلث الأخطار المعروف بأنه يتكون من هذه المضائق الثلاث على أطراف الوطن العربي، إنها قوة مزدوجة يصعب.

مثلث الطاقة ومثلث الأخطار

الوقوف أمامها إذ يعتبر هذا المثلث برؤوسه الثلاث أكبر موقع استراتيجي على مستوى العالم، لا ينازعه في هذه المكانة أي موقع أو مضيق أو ممر. أما نعته بمثلث الخطر، فهو نابع من الخطر الذي تشكله هذه المضائق وكيف يمكن أن تتحول إلى نقاط حربية ساخنة ومستعدة، مثلما يحدث اليوم في مضيق باب المندب وفي بعض الأحيان في مضيق هرمز.

وتشهد هذه المضائق تهديدات بين أكبر الدول وتمثل مكمن صراعات ونزاعات كبرى، وليس مثلث الأخطار فقط، بل مثلث آخر مفاتيحه أيضًا بيد العرب، وهو المثلث الطاقوي الأهم في العالم، والذي يتكون أيضًا من مضيقي باب المندب وهرمز، لكن رأسه الثالث هو قناة السويس، حيث يُعرف هذا المثلث بأنه المثلث الطاقوي الأهم في العالم.

لامتداد عبر ثلاثه قارات وثلاث بحار

ومحاذير العربي ومضيق هرمز ثم مضيق باب المندب، فالبحر الأحمر ومنه الى قناة السويس خمسة مفاتيح يلهث العالم كله ليستحوذ عليها، لكن إنها موجودة جميعًا على أرض العرب. 

يستطيعون من خلالها التحكم بالعالم كله بموارده الطاقة وتجارته وبأهم الصفقات التجارية والغذائية وحتى العسكرية بين كل الدول. خمسة مفاتيح، لو أحكم العرب قبضتهم عليها بحق، لركعت أمامهم دول العالم أجمع، ولم أمسكوا مراكز القوة والقرار والحكم على العالم أجمع.

فمجرد تهديد بإيقاف التجارة عبر هذه المضائق والممرات التي تحيط بالوطن العربي يمكن أن يجعل العالم كله يقف على قدم واحدة. لذلك، حاولوا كثيرًا سحب بساطها من أيدي العرب، ونجحوا في اجتزاء واحد منها قديمًا كي لا يبقى للعرب سيطرة على صمامات إمدادات الطاقة إلى الغرب وشرايين النفط والغاز والاقتصاد التي تغذي.

فهل يستعيد العرب يومًا مفتاحهم الخامس ليحكم سيطرتهم بذلك على أبرز مضائق وممرات العالم؟ والسؤال الأهم: هل سيأتي يوم يستخدم فيه العرب مفاتيحهم ليفرضوا شروط لعبتهم هم على الدول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *